تحت عنوان “المتاحف الاستدامة والرفاهية” .. سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للمتاحف
أخبار عامة

تحت عنوان “المتاحف الاستدامة والرفاهية” .. سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للمتاحف

رياء بنت محمد الكندية: الاحتفال يهدف إلى زيادة الوعي بالمتاحف كمؤسسات هامة للتبادل الثقافي وتنمية التفاهم ‏المتبادل والتعاون بين الشعوب

معطي المعطي: سلطنة عمان التفتت منذ وقت مبكر لأهمية النهوض بالمتاحف حيث كان الاهتمام بالتراث الثقافي أهم الأولويات

مسقط ـ ( مايو 2023): تحتفل سلطنة عمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة (الخميس 18 مايو) باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الـ 18 من مايو من كل عام حيث يأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان “المتاحف، الاستدامة والرفاهية” وهو العنوان الذي أطلقه المجلس الدولي للمتاحف لاستكشاف وإثبات إمكانات المتاحف حول العالم وتأثيرها الإيجابي على المجتمعات، من خلال ثلاثة عناصر هي قوة الاستدامة لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وزيادة الوعي بالتحديات البيئية والابتكار في الرقمنة بهدف الاستفادة من التقنيات الحديثة والمتقدمة لتسهيل زيارة المتاحف ومعرفة معلوماتها وبناء المجتمع من خلال التعليم وتوفير فرص التعلم وتحقيق المساواة بينهم.

تحت عنوان “المتاحف الاستدامة والرفاهية” .. سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للمتاحفوتعمل وزارة التراث والسياحة على تفعيل دور المتاحف في سلطنة عمان في تعزيز المعرفة والعلوم لدى الباحثين والزوار، كونها روافد معرفية مهمة تساهم في تحقيق العديد من البرامج الاستراتيجية للخطة التنموية العاشرة ورؤية عُمان 2040، إضافة إلى أنها إحدى الوسائل الهادفة إلى حفظ التراث الثقافي وضمان استدامته والاستفادة منه في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة والإسهام في تعزيز المحتوى المحلي وتكريس دورها كإحدى الوجهات السياحية التي تسعى الوزارة عبر عدد من المشاريع إلى تطويرها وتحديثها حيث تحظى المتاحف بإقبال من الزوار إذ بلغ عدد زوار المتاحف الحكومية والخاصة وفق إحصاءات عام 2021 نحو 115 ألفا و255 زائرا.

وقالت رياء بنت محمد الكندية، مدير عام المتاحف بوزارة التراث والسياحة إن احتفال سلطنة عُمان تزامنا مع احتفال دول العالم باليوم العالمي للمتاحف لهذا العام تحت شعار”المتاحف، الاستدامة والرفاهية” حيث ان الاحتفال بهذا اليوم الذي أقره ‏المجلس الدولي للمتاحف ‏ICOM‏ منذ عام 1977م، يهدف إلى زيادة الوعي بحقيقة أن المتاحف مؤسسات هامة للتبادل الثقافي وإثراء ‏الثقافات وتنمية التفاهم ‏المتبادل والتعاون بين الشعوب.

وبينت أن المتاحف تسعى في هذا اليوم إلى تقديم فعاليات وأنشطة إبداعية ‏تتعلق بموضوع الاحتفالية، والتفاعل مع الجمهور لإبراز أهمية دور ‏المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتعمل على تنميته‎، وشعار احتفالية هذا العام يؤكد أن جميع المتاحف تقوم بدور في تشكيل وخلق مستقبل مستدام، ويمكن للمتاحف القيام بذلك من خلال البرامج التعليمية والمعارض، فمنذ عام 2020م، يدعم اليوم العالمي للمتاحف مجموعة من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وأشارت مدير عام المتاحف: أن في عام 2023م، تقرر التركيز على الأهداف التالية: الهدف الأول: الصحة العالمية والرفاهية: ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار، ولا سيما فيما يتعلق بالصحة العقلية والعزلة الاجتماعية.

والهدف الثاني: العمل المناخي: اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره، واعتماد ممارسات منخفضة الكربون في دول المنطقة الشمالية واستراتيجيات التخفيف في دول المنطقة الجنوبية.

والهدف الثالث: الحياة على الأرض: حماية واستعادة وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الأرضية، وإعلاء أصوات قادة الشعوب الأصلية وزيادة الوعي بشأن فقدان التنوع البيولوجي.

وأوضحت رياء الكندية: حول تأثيرات وجهود الوزارة خلال فترة جائحة كوفيد 19 وخطة التعافي من الجائحة أن المتاحف واجهت كغيرها من القطاعات المتضررة بسبب جائحة كوفيد 19 عددا من التحديات.. ومن خلال إعداد الوزارة لخطة التعافي لتسريع تعافي قطاع السياحة من الجائحة عملت الوزارة على تحفيز وتمكين السياحة المحلية من خلال مشاريع خطة التعافي، حيث تعمل المديرية على عدد من المشاريع منها ترقية العرض المتحفي لمتحف أرض اللبان لتحقيق الاستدامة للموقع، وتنمية المجتمع المحلي، ولمواكبة التحديثات الكبيرة في مجال المتاحف، وإبراز هذا التراث بصورة أجمل وأكثر تفاعلية. حيث سيتم تطوير المحتوى الداخلي لقاعات المتحف وإعداد التصاميم وأساليب العرض، وإدخال وسائل تفاعلية جديدة، وتعزيز وترقية المنظومة الأمنية، إلى جانب ذلك، تعمل الوزارة على تنفيذ مشروع إنشاء قاعات عرض متحفي في عدد من القلاع والحصون لتعظيم الاستفادة من المعالم التاريخية كوجهات سياحية  ولتعريف الزوار بما تحتويه هذه المعالم من مكنونات تاريخية وأثرية، وبالإضافة إلى دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة المتعثرة لتعزيز تواجدها على الخارطة السياحية وكوجهات سياحية جاذبة، ولضمان استدامة المقتنيات الأثرية والتاريخية في تلك المتاحف من المهددات، ولتعزيز سوق العمل وتفعيل دور المجتمعات المحلية، حيث يشمل الدعم صيانة المبنى والتجهيزات الداخلية للعرض المتحفي ومرافق المتحف، وتعزيز المنظومة الأمنية.

وحول أهمية إنشاء متاحف جديدة وتطوير القائمة قالت مدير عام المتاحف إن المشروع الجديد لمتحف التاريخ الطبيعي: تم افتتاح متحف التاريخ الطبيعي عام 1985م ويعرض فيه التراث الجيولوجي والتنوع البيئي. ونظراً للحاجة إلى تطوير وتوسيع المتحف وتطور الأنماط المتحفية المعاصرة، تقوم الوزارة بتنفيذ خطة طموحة لبناء النسخة الحديثة من المتحف بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة في هذا المجال وبما يتوائم والبرامج الاستراتيجية التي يتم تنفيذها خلال الخطة التنموية العاشرة، حيث سيشكل المتحف عند الانتهاء منه إضافة نوعية في المنطقة وفي منظومة المتاحف في سلطنة عمان.

كما يأتي مشروع إنشاء متحف التاريخ البحري كأحد المشاريع التي تقوم المديرية حاليا بتنفيذها ترجمةً للبرامج الاستراتيجية بالخطة التنموية العاشرة لرؤية عمان 2040، حيث يأتي تنفيذ هذا المشروع للتعريف بالتاريخ البحري العماني من خلال مجموعة من المقتنيات ووسائل التفسير المتحفية تجسد خبرة العمانيين ومنجزاتهم في الملاحة البحرية وعلاقات عمان مع مختلف دول ومناطق حضارية على امتداد التاريخ.

وأوضحت الفاضلة مدير عام المتاحف أن إنشاء هذا المشروع شهد استضافة عدد من بيوت الخبرة العالمية المتخصصة والمعروفة بتجارب متحفية رائدة وتم تنظيم عدد من ورش العمل والإجتماعات إلى جانب تنظيم لقاءات وورش عمل مع الخبرات الوطنية. حيث تم إعداد الخطة الرئيسية للمشروع مع متحف جلاتا البحري بجمهورية إيطاليا والتي تتضمن التصور المساحي والمكونات وتطبيقات للوسائط المتعددة وبرنامج للحفظ والصون إلى جانب دراسات مهنية في مجال الخدمات والتشغيل والإدارة. وبمباركة سامية من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم انطلقت بتاريخ 10 أكتوبر 2022م الدورة الثانية لجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري والتي تم تخصصيها لتصميم مشروع متحف التاريخ البحري، حيث تم الإعلان عن التصميم الفائز بتاريخ 28 فبراير 2023م، وبناءً عليه تباشر الوزارة حاليا ترجمة هذا الاهتمام السامي بتنفيذ أعمال المشروع ومن ضمنها تجهيز وثيقة مناقصة تقديم خدمات استشارية لإعداد التصاميم التفصيلية لإنشاء المتحف.

كما يعد مشروع تأهيل متحف قلعة صحار أحد أبرز المشاريع التطويرية خلال هذه المرحلة، حيث تم افتتاح المتحف عام1992م، بهدف إبراز تاريخ مدينة صحار ومعالمها التاريخية وعلاقاتها الحضارية بالعالم، وما اشتهرت به في مجال التجارة والريادة البحرية، وتقوم الوزارة حاليا بإعداد مخطط لإعادة تأهيل وتطوير المتحف بعد الإنتهاء من أعمال ترميم القلعة وتأهيل مرافقها المختلفة.

من جانبه قال معطي بن سالم المعطي المدير العام المساعد للمتاحف بوزارة التراث والسياحة إن سلطنة عمان التفتت منذ وقت مبكر لأهمية النهوض بالمتاحف أي منذ بداية عصر النهضة المباركة حيث كان الاهتمام بالتراث الثقافي أحد أهم الأولويات، ونتج عن هذا الاهتمام وجود عدد من البعثات الأثرية في مختلف المواقع للكشف عن أهم المعثورات الأثرية في سلطنة عمان بهدف عرضها لاحقا في منظومة متحفية تتماشى والتاريخ الثقافي العماني وبما يضمن استدامتها وفق أفضل الممارسات.

ولعل افتتاح متحف التاريخ الطبيعي عام ١٩٨٥م خير دليل على هذه المساعي الجادة والجهود الطامحة للسعي منذ وقتٍ مبكر للإستفادة من التراث الثقافي والطبيعي كوجهة سياحية ومعرفية ترفد العديد من الفرق العلمية والجامعات والمؤسسات البحثية.