داء الخدار علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معه
صحة ورشاقة

داء الخدار علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معه

الخدار (التغفيق) هو اضطراب عصبي مزمن يؤثر على جزء من الدماغ الذي ينظم النوم ينتج عنه اضطرابات النوم المزمنة، يعاني المريض من النعاس المفرط أثناء النهار ونوبات مفاجئة من النوم. الأشخاص المصابون بالخدار غالبًا ما يجدون صعوبة في البقاء مستيقظين لفترات طويلة من الوقت، أيًّا كانت الظروف. يمكن أن يتسبَّب الخدار في اضطرابات خطيرة لروتينك اليومي المعتاد. في بعض الأحيان، يكون الخدار مصحوبًا بفقدان مفاجئ للتوتر العضلي (التخشب)، ويمكن تحفيز حدوثه بسبب شعور عنيف. الخدار المصحوب بتخشُّب يُسمَّى النوع الأول من الخدار. الخدار غير المصحوب بتخشُّب يُسمَّى النوع الثاني من الخدار.

داء الخدار علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معهالدكتور تريلوك شاند، اخصائي طب الجهاز التنفسي في مستشفى برجيل ابوظبي يقدم لنا معلومات مفيدو عن داء الخدار علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معه.

  • ما هي أسبابه؟

يمكن لمشكلة التغفيق- أو ما يُعرف باانوم القهري- أن تكون وراثية، بمعنى أنهاتنتقل من جيلٍ إلى جيل في العائلة الواحدة. كما أنّ انخفاض مستوى “الهيبوكريتين” (الأوركسين) في الدماغ، يُعتبر سبباً معروفاً لنوبة التغفيق. “الهيبوكريتين” هو مادةٌ كيميائية موجودة في الدماغ تساعد على تعزيز اليقظة. ومن الأسباب الأخرى لنوبات التغفيق يمكن أن نذكر العدوى، والتغيّرات الهورمونية عند سنّ البلوغ، والورم الدماغي أو السكتة الدماغية، والسموم وأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والساركويد.

  • ما هي أعراضه؟

لمشكلة التغليق أربعة أعراض رئيسية هي:

1) النعاس المفرط خلال النهار.

2) تراخي العضلات والتشتت الذهني، وغالباًما يظهر ذلك عند سماع أو إلقاء طرفة.

3) تهيؤات تشبه الأحلام التي نراها في المرحلة الأولى من النوم، أو التنقل بين الإحساس بالنوم واليقظة.

4) شلل جزئي أو كلّي لعضلات الهيكل العظمي (شلل النوم) في المرحلة الأولى من النوم، أو عند الاستيقاظ.

يمكن للتغفيق أن يحدث من دون الشعور بضعف العضلات أو تيبّسها، أوقد يكون مصحوباً بواحدٍ أو أكثر من الأعراض التي ذكرناها.

يعاني مريض النوم القهري أيضاً من أعراضٍ ثانوية، مثل الاكتئاب ونقص الطاقة ومشاكل في الذاكرة.

  • ما مدى انتشاره في دولة الإمارات؟

يصيب التغفيق 1 من كل 2000 شخص تقريباً في جميع أنحاء العالم. يعاني نحو 60٪ إلى 70٪ من مرضى التغفيق من الجمدة أو الخمود، أي من ضعفٍ في العضلات، ويتساوى الرجال والنساء في الإصابة به. تشير غالبية الدراسات إلى أنّ مرحلة الإصابة به تبدأ في المعدل عند بلوغ المرء 20 أو 30 سنة من العمر، وأنّ خطر الإصابة الوراثية به يشكل 25 إلى 31٪ لدى التوائم المتطابقة، و 1 إلى 2٪ لدى الأقارب من الدرجة الأولى.

لا تتوفر بياناتٌتوثّق معدّل انتشار التغفيق في دولة الإمارات العربية المتحدة ، لكنه اضطرابٌ نادر ويمكن أن يكون مشابهاً لانتشار أيّ مرض في العالم. من خلال خبرتي العملية وممارستي الطبية، يمكن القول إننا هنا نواجه بمعدّلٍوسطسّ أقلّ من خمس حالات من التغفيق في السنة.

. ما هي الإجراءات العلاجيةالتي ينبغي اتخاذها؟

لا يوجد علاج للتغفيق، لكنّ اعتماد أسلوب حياة صحياً يشتمل على نيل قسطٍ وافر من النوم بين 7 ساعات ونصف الساعة إلى ثماني ساعات، والتوقيت المنتظم للنوم، وأخذ قيلولة خلال النهار، قد تشكل عاملاً مساعداً، بالإضافة إلى عدم التغيير في مواعيد العمل. من الجيد أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار، قبل مباشرة عمل مهم، وفي توقيتٍ يومي منتظم.

من المهم أيضاً تجنّب الأدوية المهدئة (الأدوية المضادة للحساسية) وشرب الكحول.

يمكن اعتماد أدوية منبّهة أو منشطة مثل “مودافينيل” و”أرمودافينيل” إذا لم تكن التدابير المذكورة كافية.

  • هل ترغب في إضافة أيّ شيءٍ آخر حول هذه الحالة من اضطرابات النوم؟

على الذين يعانون من التغفيق توخّي الحذر الشديد أثناء قيادة السيارة أو تشغيل معدّاتٍ ثقيلة.

2- الشخير:

  • ما هي أسبابه؟
    الشخير هو عبارةٌ عن إصدار صوت تنفسٍ عالٍ أثناء النوم، وهذا الصوت غير الطبيعي المتولّد في المسالك الهوائية العلوية، ولاسيما في الحلق أو الأنف، سببه تضيّقٌ ثانوي نتيجة ترسب الدهون أو وجود أنسجةٍ معيّنة، مثل تضخّم اللوزتين، والتهاب لهاة الحلق، وتضخّم اللسان والاحتقان في الأنف. يرتبط الشخير بمجاري الهواء بين الفم والأنف، وبتناول أدويةٍ مهدئة، أو بالحساسية أو البرد والسمنة.
  • ما هي أعراضه؟
    الشخير بحدّ ذاته هو أحد أعراض انقطاع النفس الانسدادي خلال النوم، إلى جانب أعراضٍ أخرى مثل الاختناق، أو التوقف عن التنفس أثناء النوم، والنعاس المفرط خلال النهار، أو التعب عند الصباح. إذا كان أيّ شخص يشخر ويكاد يختنق في الليل أثناء النوم، ويشعر بالتعب في النهار، وبالإرهاق، وبصداعٍ عند الصباح مع الرغبة في النوم من جديد، فالأرجح أنه يعاني من انقطاع التنفس الانسدادي خلال النوم.
  • ما مدى انتشاره في دولة الإمارات؟

يرتبط الشخير بصورةٍ مباشرة بالسمنة وزيادة الوزن، ما يعني أنّ انتشاره واسعٌ جداً في منطقة الخليج ودولة الإمارات العربية المتحدة. تشير منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ حديث لها إلى أنّ 67٪ من الإماراتيين و 72٪ من الإماراتيات يعانون من زيادةٍ في الوزن، ونحو 39,9٪ من الإماراتيات و 25,6٪ من الإماراتيين يعانون من السمنة. كما أنّ انقطاع التنفس الانسدادي خلال النوم منتشرٌ بين الرجال في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 20% أكثر من انتشاره بين النساء.

. ما هي الإجراءات العلاجية التي ينبغي اتخاذها؟

أيّ شخص يعاني من الشخير المترافق أو غير المترافق مع أعراضٍ أخرى، مثل الاختناق ليلاً والنعاس خلال النهار، عليه استشارة اختصاصيّ طب النوم، لإجراء المزيد من التقييم ودراسة حالة النوم عنده. لإنقاص الوزن تأثيرٌ إيجابيّ مباشر على انخفاض الشخير وأعراض أخرى لتوقف التنفس أثناء النوم. إذا كان ثمة مشكلة تشريحية في الوجه أو الفم، فيمكن تصحيحها بإجراءٍ جراحي، أو باعتماد أجهزة محدّدة. يُعتبر جهاز CPAP (جهاز ضغط الهواء المتواصل) علاجاً مفيداً لمن يعانون من توقف التنفس خلال النوم. لا يوجد علاج بالدواء للشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم لدى البالغين، بخلاف الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال، حيث يمكن لبعض الأدوية المضادة للحساسية أوعقار “مونتلوكاست” المساعدة في مثل هذه الحالة.