80 عاما على ميلاد مؤسس كازاخستان
أخبار عامة

80 عاما على ميلاد مؤسس كازاخستان

حَّول نور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان الأول ومؤسسها أحلام شعبه الى واقع، واتسعت  الانجازات التى تحققت، لتعم القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية، وذلك بالرغم من الأزمات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى كانت تعانى منها  كازاخستان ابان استقلالها عام  1991، فيما توقع الكثيرون بإنهيار هذه الدولة تحت وطأة الظروف  القاسية التى ورثتها عن الاتحاد السوفييتي.

80 عاما على ميلاد مؤسس كازاخستانومن المشروعات الرائدة التي تحققت في ظل قيادة نزارباييف، تشييد مركز أبوظبي بلازا المكون من 78 طابقا في العاصمة  نور سلطان، وهو الأعلى ارتفاعا في آسيا الوسطى. وهناك مشروع رائد أخر يتمثل في مركز أستانا المالي الدولي. وضمن هذا المجمع، أقيم معرض اكسبو العالمي لطاقة المستقبل 2017 الذي استقبل حوالي 4 ملايين زائر من جميع دول العالم.
واليوم، تحتضن كازخستان مكاتب لأكثر من 170 شركة من 18 دولة، اضافة الى منصة تحكيم دولية. ولتعزيز الاقتصاد الوطني، تمكن نور سلطان نزارباييف من استقطاب أكثر من 320 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية. تشكل هذه الانجازات حقيقة لا مثيل لها بالنسبة للدول التي ظهرت على أنقاض الاتحاد السوفييتي السابق وأوروبا الشرقية.
لقد أسس نزارباييف العاصمة الجديدة لبلاده والتي تبدو مذهلة اليوم مع ناطحات السحاب الرائعة التي تجسد الأنماط المعمارية والهندسية المختلفة، وذلك بموهبة المهندسين المعماريين من أوروبا والشرق الأوسط وروسيا وشرق آسيا، كما تزايد عدد سكان العاصمة أكثر بثلاث مرات، ووصل بسرعة كبيرة إلى أكثر من مليون شخص.
لقد أقر نزارباييف استراتيجية “كازاخستان – 2050″، وحدد هدفًا طموحًا لبلاده بان تصبح واحدة ضمن أكثر من 30 دولة متقدمة في العالم.
وتقديرا لانجازات الرئيس الأول لكازاخستان، الذي استقال طواعية كرئيس للدولة في مارس 2019، فقد قرر الرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف والبرلمان تغيير اسم العاصمة، بحيث يصبح نور سلطان بدلاً من أستانا.

وقد احتلت قضية نزع السلاح النووي دوما مكانًا هاما في سياسة نزارباييف، حيث كانت التجارب النووية السوفييتية على أرض وطنه كازاخستان مشكلة ومصدر قلق مستمر له، ففي الوقت الذي كان يعمل فيه في “كاراجاندا” كصانع بسيط للصلب ، كان يشعر بأصداء الانفجارات تحت الأرض وكأنها زلازل صغيرة على بعد مئات الكيلومترات من مركزها، حيث كانت مساحة موقع اختبار “سيميبالاتينسك” النووي تعادل مرة ونصف  حجم أراضي دولة مثل لبنان. وقد تسببت تلك التجارب النووية في معاناة أكثر من مليون ونصف المليون من الكازاخستانيين، فيما خلفت ورائها التشوهات والأمراض العديدة للمواليد الأطفال.
في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، اقترح الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، على نزارباييف، على أن تحتفظ كازاخستان بالسلام النووي، لتصبح أول قوة نووية في العالم الإسلامي، إلا أن الرئيس الأول لكازاخستان رفض هذه الفكرة، واختار مسار التخلي الطوعي عن الأسلحة النووية، وفي 29 أغسطس 1990 أصدر نزارباييف مرسوما يقضي بإغلاق موقع “سيميبالاتينسك” للتجارب النووية، فيما اُعتبر هذا التاريخ وحتى الآن، اليوم العالمي لاختبار الأسلحة النووية.
وبعد ذلك أصبحت كازاخستان مكانًا ومنصة مهمة لجولات من المفاوضات المتعددة الأطراف بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، كما تم إبرام اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء بنك دولي للوقود النووي في كازاخستان، حيث يعتبر الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزار باييف بحق زعيم الحركة العالمية المناهضة للأسلحة النووية.
ومنذ 20 عامًا، نفذ نور سلطان نزارباييف إصلاحات عميقة، حيث نما الاقتصاد بسرعة كبيرة ومتواصلة. حيث تحتل كازاخستان المرتبة الخامسة والعشرين في التصنيف العالمي للدول الرائدة في ممارسة الأعمال التجارية.
وتحتضن كازاخستان، ممثلو 120 مجموعة عرقية، فيما تتعايش الأديان المختلفة على أرضها بكل بسلام ومودة ووئام. لقد استضاف نور سلطان نزارباييف في كازاخستان ولأكثر من عقدين من الزمان، مؤتمرات قادة العالم والديانات التقليدية، والتي حضرها الأئمة والعلماء وبطاركة المسيحية وكرادلة ولامات البوذية، ورجال الدين الأعلى الممثلين لجميع الأديان في العالم.
وبعد استقالته من منصبه كرئيس لكازاخستان، لا يزال نزارباييف يواصل لعب دوره المهم في حياه كازاخستان. وقد تم منحه لقبا خاصا هو “الباسي” ويعني “قائد الأمة”، ورئيس مجلس الأمن في بلاده.
ونتيجة للانجازات التي تحققت خلال ٣٠ عاما من حكمه، أصبح نزارباييف أحد أهم الشخصيات والقادة السياسيين في بداية القرن الحادي والعشرين.
ويصادف السادس من يوليو الحالي ميلاد نزارباييف الثمانين،  والذي وصفه الكثيرون بأنه زعيم عالمي أتى من الضواحي الإقليمية للاتحاد السوفيتي السابق ليحّول بلاده إلى واحدة من أحدث الدول في القرن الحادي والعشرين اضافة الى إنجازاته العظيمة  على صعيد السياسات العالمية والإقليمية.
وفي تصريحات خاصة قال الرئيس الروسي :”نزارباييف حقق مسيرة رائعة حتى في الحقبة  السوفييتية، وبالرغم من حقيقة  مفردات حياته في تلك الفترة الا انه في الواقع شخصية تتطلع دائمًا إلى المستقبل،  ولا يخشى أبدًا وجود أشخاص أقوياء بجانبه”.
ومن جانبه قال رومانو برودي رئيس مجلس وزراء إيطاليا، و رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق:” لقد زرت كازاخستان مرتين ووجدت نفسي في بيئة وبلد مختلف تماما،  رأيت دولة أخرى، وإذا قمت بتحليل الأرقام، فإنك ستجد إنها بالفعل دولة مختلفة! عدد الطلاب، زيادة في الدخل المادي لأفراد الشعب، إنتشار تعلم اللغات الأجنبية. الاختلافات عميقة ومذهلة”.
وقال فرانز ورانيتزكي، مستشار جمهورية النمسا السابق:”تمثل رئاسة كازاخستان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إحدى الأمثلة الهامة لنجاح نزارباييف، وأيضا دلالة مميزة وجيدة لمساهماته في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لذلك، كان عاما ناجحا، ليس فقط لكازاخستان، ولكن أيضا إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.