كشف الكاتب والكوميدي باسم يوسف كواليس مقابلتيه الشهرتين مع بيرس مورغان حول الحرب في قطاع غزة، وذلك خلال أمسية حوارية استضافته في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، وشهدت حضوراً لافتاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث عبّر يوسف عن سعادته بأن يكون جزءاً من المعرض الذي وصفه بأنه حدث تاريخي عريق.
وقال باسم يوسف خلال الأمسية التي أدارها رائد الأعمال والمُحاور الإماراتي أنس بوخش: “عندما بدأت الأحداث في غزة تواصل معي المنتج الخاص بيرس مورغان للخروج في مقابلة والحديث حول هذا الأمر، وكانت الصورة المنتشرة في الإعلام الغربي سيئة جداً، وشعرت أن الحديث في هذا الوقت أشبه بالانتحار فرفضت في البداية، ولكن مع تكرار الطلب ومع حجم المعلومات المغلوطة المنتشرة حولنا في الإعلام الغربي قررت الموافقة والخروج للحديث وتوضيح هذه الأمور. وفكرت في أن يكون أسلوبي في الحديث كوميديا، وكنت أعي أن هذه المقابلة ستكون بمثابة سيف ذو حدين”.
فريق من الباحثين لجمع المعلومات
وأضاف: “عندما لمست أن المقابلة الأولى أدت الرسالة المطلوبة قررت إجراء مقابلة ثانية وخاطبت بيرس وأخبرته أنني أرغب بمقابلته شخصياً في مقابلة وجهاً لوجه. وكان التحضير لها مختلفاً تماماً فكان الهدف أن أقوم بشرح قضية لا يتم تقديمها بشكل صحيح في الإعلام الغربي، تواصلت مع أصدقاء لي وشكلت 3 فرق من أنحاء العالم ما بين باحثين وأكاديميين في التاريخ من الضفة الغربية وغزة وأماكن أخرى، وعملت مقابلات طويلة جداً على مدار أسبوعين تلقيت خلالها كماً كبيراً من المعلومات، وكان التحدي كيف سأقوم بتقديم هذه المعلومات، حيث اخترت أن يكون الهدوء ومنح المُحاور أمامي مساحته الخاصة هو الأسلوب الأمثل، حتى أستطيع الحصول على مساحتي وإيصال رسالتي وهو ما حدث بالفعل”.
التركيز على الحاضر من أجل المستقبل
وانتقل بعد ذلك للحديث حول تجربته في تقديم “ستاند أب كوميدي” باللغة الإنجليزية وقال: ” كنت في البداية أقدم عرضاً حول تجربتي ومواقف من حياتي باللغة الإنجليزية، ولكن كانت الفكرة أنه يجب أن أقدم شيئاً جديداً وألا أكرر نفس العرض، حتى أستطيع أن أجعله مصدر دخل لي ويساعدني كذلك في دخول مجال الإعلام، وحينها كانت فكرة عمل ستاند أب كوميدي بالإنجليزية، وهنا كان التحدث حيث كان أول عامين صعبين للغاية، وشعرت بالإحباط في نظرات الناس بسبب أدائي وكنت في مرحلة صعبة، حتى بدأت بتحسين تجربتي. ومن ثم انتقلت لتقديم برنامج باللغة العربيّة وكان برنامجاً مختلفاً تماماً”.
وأضاف: “الفكرة التي أدركتها أنه لا يجب أن تنظر للرحلة بشكل كامل من البداية، ولا تتطلع إلى النهاية كيف ستكون، بل لا بد من التركيز على الحاضر وما تملكه اليوم والقادم سيأتي، لذلك لا تشغل نفسك بماذا ستكون في المستقبل، لأنك ستصل فقط في حال ركّزت فيما تقوم به الآن، مع عدم إغفال التخطيط بالتأكيد”.
كتاب يعالج قضية الاختلاف
وتناول باسم يوسف تجربته في عالم الكتابة وقال: “موضوع الكتاب (ناديا والحقيقة السحرية) بدأ من خلال الكلام مع الوكيل الخاص بي، سألني هل تحب كتابة كتاب أطفال، أجبت أني لم أفكر يوما بذلك. قال لي اجلس مع نفسك واستحضر ماذا ستقول لطفلتك لو كنت ترغب بالحديث معها، وأنا بالطبع مهاجر مصري في أمريكا فكيف أقوم بعمل كتاب يدمج حضارتين، الحضارة التي عشتها أنا وما تعيشه طفلتي اليوم في أمريكا، فكانت الفكرة أن شخصية الكتاب الرئيسية واسمها نادية على اسم ابنتي موجودة في مدرسة وتعاني من مشاكل لأنها قادمة من بيئة ومكان مختلف، وفي نفس الوقت تملك أداة تمكنها من العودة لتاريخها القديم واستلهمت ذلك من قصة علاء الدين، فكانت فكرة الكتاب الرئيسية الحديث عن الاختلاف، وكيف يمكن التعلم والاستفادة من هذا الاختلاف، لأنني أؤمن بأن الحياة عبارة عن رحلة تعلم مستمرة”.
وردّا على سؤال حول أهمية القراءة، قال يوسف: “لا بد من اختيار الموضوع الذي تهتم به وأن تفتح الكتاب وأنت ترغب في إكماله للنهاية”، وأضاف: “أنا شخصياً أحب أن أقرأ في التاريخ لأنه قصص وحكايات حقيقية ومن الجميل أن تقرأ نفس الحدث من أكثر من مصدر ومن وجهات نظر مختلفة وهذا بالنسبة لي شيء مبهر ويعزز التفاعل الإنساني”.
وفي الختام تحدث يوسف عن أهم ثلاثة دروس خرج بها في هذا العام، حيث أشار إلى أنّ أولها “أن تكون دائماً قابل للتعلم باستمرار، والدرس الثاني التعاطف بحيث يفتح الشخص قلبه وعقله للناس وتحديداً للأشخاص المختلفين معه، وثالثاً الصبر والتأني وعدم الاستعجال لتحقيق ما تصبو إليه”.